الأحد، 28 نوفمبر 2010

الغزال

العرب قديما عشقوا الغزال ومنحوه أحلى التسميات التى كانت تستعمل فى تلك الفترة وما زالت لرقتها وعذوبتها وسهولة وقعها على الأذن ، مثل : رشا وريم وغيرها إنها تسميات عربية جميلة موسيقية ، لا تمنح إلا للذي يستحقها والغزال وحده بين هذه الحيوانات يستحقها ، فهو الحيوان العربى الأجمل والأرشق والأذكى والأكثر تواضعاً بين كل حيوانات المنطقة ، وفوق كل ذلك فله كبرياء لا يضاهيه فىها أى حيوان آخر ، فإذا كان الأيل هو ملك حيوانات الغابة الأوروبية لشكله وتفرع قرونه التى تظهر وكأنها تاج على رأسه ، وإذا كان الأسد هو الملك لحيوانات غابات أفريقيا لهيبته وضراوته ، فإن الغزال هو الفارس والأمير المسالم بين الحيوانات التى تعيش فى منطقتنا العربيةومن شدة إعجاب العرب بهذا الحيوان الرشيق ، فقد أطلقوا بعضاً من مرادفات أسمائه على بناتهم مثل ريم ، رشا ، ظبية ، غزالة وغيرها ، وهناك أيضا مدينة «أبو ظبى» ، التى سميت بهذا الاسم تخليدا لكثرة الظباء التى كانت توجد فيها قديماً

ولم تطلق العرب الشعر والأمثال على هذه الحيوانات فحسب ، وإنما صنفتها أيضاً وأعطتها الأسماء اللائقة بها تبعاً لألوانها وأماكن وجودها يقول الدميري فى كتابه (حياة الحيوان الكبرى ) إن الظباء مختلفة الألوان ، وهى على ثلاثة أصناف :
* صنف الآرام وهي ظباء بيض خالصة البياض ، الواحد منها ريم ، ومساكنها الرمال
* صنف العُفر (بالضم) ولونها العفرة ، وهى البياض المشوب بالحمرة ، الواحد منها أعْفَر أو الأعفر ، وهي تسكن المرتفعات والأرض الصلبة وهى أضعف الظباء عدواً
* صنف الأدم (بضم وسكون) ولونها الأدمة أى السمرة ، الواحد منها آدم طوال العناق والقوائم ويتطابق هذا التصنيف مع التصنيف العلمي الحديث للغزلان الموجودة فى الأقطار العربية والآسيوية منها على وجه الخصوص ، والقائل بأن الغزلان التى تنتشر في الجزيرة والخليج العربى هى على ثلاثة أنواع كما سبق ذكره
وإذا تفحصنا دواوين الشعر العربي القديمة نجد أن للغزلان أو الظباء حصة كبيرة يقول مجنون ليلى :
رأيت غزالاً يرتعى وسط روضة
فقلت أرى ليلى تراءت لنا ظهرا
فيا ظبي كل رغدا هنيئا ولا تخففإنك لي جار ولا ترهب الدهرا
أما محمد بن سليمان التلمسانى فله هذا الوصف الجميل :
مثل الغزال نظرةً ولفتةً
من ذا رآه مقبلاً ولا افتتنْ
أحسنُ خلقِ اللهِ وجهاً وفماً
إن لم يكن أحق بالحسن فمن
فى جسمه وصدغه وشكله
الماء والخضرة والوجه الحسن

الغزلان العربية تنتمي الى الفصيلة البقرية التي تندرج تحت رتبة ذوات الظلف المشقوق ينقسم جنس الغزال فى الوطن العربى إلى جُنيَّسين وهما جُنَيِّس ، الغزال ضخم الدرقية ويضم نوعاَ واحداَ وجُنَيًّس الغزال ويضم ستة أنواع ومجموع أنواع جنس الغزال في الوطن العربى سبعة أنواع ، يمثلها سبعة وعشرون نويعاَ موزعة بين قارتي آسيا وأفريقيا
وتصنف الغزلان الحقيقية ضمن ثلاثة جنيِّسات فرعية هي الجنيس الذى يتبعه غزال الريم؛ والجنيس الذى يتبعه غزال الدوركاس وغزال الإدمي والغزال الأحمر وغزال طومسون؛ والجنيس الذى يتبعه غزال الداما وغزال السومرنج وغزال الجرانتي وتنتشر الغزلان الحقيقية ،بحكم تكيفها للعيش في المناطق القاحلة ، في مساحات شاسعة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط حتى آسيا الوسطى وتعد الغزلان العربية من أجمل الظباء التي تتصف بالرشاقة والجاذبية؛ ومنها عدة سلالات يصعب تصنيفها لانحدار معظمها من سلالة واحدة وغالباً ماتكون الظباء جميلة المنظر رشيقة القوام من هذه الأنواع تنحصر الغزلان في الجزيرة العربية في ثلاثة انواع وهي غزال الريم ( غزال الرمال ) وغزال الأدمي (غزال االجبال) وغزال العفري (غزال الدوركاس)
غزال الإدمي (الغزال الجبلي)
ينتشر في مواطن المرتفعات الغربية والجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية في شبه الجزيرة العربية إضافة إلى بعض المناطق الجبلية بالمنطقة الوسطى والمناطق الشمالية وهو يعيش وحيدا أو في قطعان صغيرة يتميز غزال الإدمي بأنه كبير الحجم وله وجه بارز المعالم وبقعة سوداء على الأنف وأرجل طويلة وشعر داكن اللون وقرون الذكر قصيرة واضحة اللفات عريضة عند قاعدتها، وقرون الأنثى قصيرة رفيعة حلقاتها غير واضحة ويوجد على جانبي الجسم شريط داكن اللون يفصل بين لون الجسم وبياض البطن وقد اتخذت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها تدابير هامة لحمايته شملت إكثاره في الأسر وإعادة توطينه في محميتي الوعول وعروق بنى معارض وهناك عدة سلالات تندرج تحت هذا النوع يمكن ذكرها في :
الغزال الفرساني
وهو غزال حقيقي ينحصر وجوده في جزر فرسان بالبحر الأحمر؛ ويعتقد بأنه من سلالة غزال الإدمي ونظرا لانعزاله فيها منذ آلاف السنين فقد اكتسب مظاهر جسمية خاصة تجعله فريدا بين ظباء شبه الجزيرة العربية فهو أكبر الغزلان العربية الجبلية حجما ولونه أحمر مصفر لامع يميل إلى الرمادي وله بقعة سوداء واضحة على الأنف وقرون الذكور مستقيمة وحلقاتها ضعيفة الوضوح والقوائم طويلة وقد قامت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بحماية مناطق وجوده فيما يعرف بمحمية جزر فرسان التى تضم حاليا منه أكثر من 1000 غزال

 

ملك الغابة ( الاسد

يصنف الأسد في المملكة الحيوانية ضمن صف الثديات آكلات اللحوم من العائلة السنورية.

وقد أطلق العرب على الأسد عدداً كبيراً من الأسماء باختلاف حالاته، ومنها: السبع، الليث، الهزبر، الورد، الضرغام، أسامة.


تسمى أنثى الأسد تسمى لبؤة، أما ولد الأسد فاسمه شبل، ويسمى بيته عرين.

ويسمى صوته المدوي: زئير، وبسبب قوة الأسد ووقاره، وزئيره المدوي أطلق عليه لقب ملك الغابة واعتبر في كثير من الحضارات القديمة أحد الآلهة الحيوانية.
يعيش الأسد في الغابات والسهوب، وقد انقرضت الأسود من أوروبة بحلول القرن الثاني للميلاد، ثم انقرضت من شمالي إفريقيا والجزيرة العربية أواخر القرن التاسع عشر.

تعيش الآن معظم الأسود في إفريقيا الوسطى حيث تتناقص باستمرار، فقد اظهرت إحدى الدراسات تراجع أعدادها من حوالي 100.000 في أوائل التسعينات من القرن العشرين إلى 30.000 أسد برّي حالياً، فقد بدأت أعداد الأسود تتناقص مع تقلص مساحة الغابات، والإسراف في صيده، بالإضافة إلى أن جمهرة الأسود الحالية تواجه خطراً آخر يتمثل في عزلة المجموعات عن بعضها جغرافياً، مما يزيد من احتمال التناسل الداخلي (بين الأقارب) مما يتسبب بمشاكل وراثيّة.

أما السلالة الآسيوية من الأسود فإن ما تبقى منها يعيش في غابة غير شمال غربي الهند في ولاية غوجارات، حيث يعيش 300 أسد في المنطقة المحميّة البالغة مساحتها 1412 كم2.

وتعيش مئات الأسود أيضًا في الأسر حيث تعتبر أهم نجوم حدائق الحيوان وعروض السّيرك.
و الأسد حيوان ضخم جميل، ذو جلد ناعم وفرو بني اللون ضارب إلى الصفرة، ولذكوره غرة بنية مصفرة، وتركيبة جسمه تمنحه القوة أكثر من السرعة، حيث تمتاز أطراف الأسد الأمامية بعضلاتها القوية التي تكسب الأسد القوة للانقضاض على الفريسة وطرحها أرضًا،
وكفوف الأسد ضخمة فيها مخالب معقوفة تساعد على الإمساك بالفريسة والتعلق بها. وفي الأوقات التي لا يلزم فيها استخدام المخالب فإنه يتم إرجاعها إلى داخل غشاء بالكف، وهذا من شأنه المحافظة على إبقاء المخالب حادة في حالة الجاهزية الكاملة.
ويزن الذكر مابين 160 و180كغ، وربما يصل وزنه إلى 230 كغ، وتزن اللبوة حوالي 110 إلى 140كغ.
يبلغ طول معظم الذكور حوالي ثلاثة أمتار من قمة الأنف حتى طرف الذيل، بينما يبلغ ارتفاعها عند الذراع حوالي متر واحد. واللبوة أصغر من الذكر وأقصر منه بحوالي 30سم.

تعيش الأسود في مجموعات من الذكور والإناث والأطفال التي تنتمي إلى عائلة واحدة، ويعتمد الأسد في غذائه على افتراس الحيوانات.
وعندما يقوم ذكر جديد بالإستيلاء على زمرة وإطاحة الذكر المسيطر السابق، فإنهم غالباً ما يقومون بقتل الأشبال.


ولا يسمح الأسد للحيوانات الأخرى بالاصطياد في منطقة قطرها 40كم، وتقوم نشر خليط من البول والرائحة على الشجيرات لتنبيه الدخلاء إلى أن هذه المنطقة مأهولة وأن تجاهل هذا التحذير قد يكون قاتلاً!!

تبلغ ذكور الأسود النضج الجنسي بحلول عامها الثالث، وتصبح قادرة على الإستيلاء على زمرة خاصة لها بحلول عامها الرابع أو الخامس وتبدأ بالشيخوخة عندما تبلغ العام الثامن.
وهو مزود بسلاحين يمزق بهما فرائسه وهما: أنيابه الطويلة الحادة، ومخالبه القوية المعقوفة.

تصل السرعة القصوى للأسد إلى 55كم في الساعة، وهي سرعة محدودة لذلك فإنه يتحتّم على الأسد أن يفاجئ فريسته عن طريق التسلل مقترباً من الفريسة، وعندما يصبح على بعد 15 مترًا فإنه يندفع بأقصى سرعته ويمسك بطرف الفريسة أو رأسها ويطرحها أرضاً، ومن ثم يقبض على حنجرة الضحية بفمه فيخنقها.